تقنيات متفرقة

إنتل تواجه معركة من أجل مستقبلها

يبدو ان شركة إنتل تواجه نقطة تحول في تاريخها الذي يبلغ حوالي 50 عامًا، فقد استقال الرئيس التنفيذي لشركة إنتل براين كرزانايش أمس بعد ان تورط في علاقة سابقة مع أحد موظفي شركة إنتل بعد ان انتهك قوانين الشركة التي تمنع إقامة أي علاقات شخصية مع الاشخاص الذين يقدمون لهم التقارير التي تخص العمل. تعتبر هذه نهاية مفاجئة لكرزانايش حيث انه انضم إلى إنتل قبل أكثر من 35 عامًا وقضى معظم وقته في الشركة.

تم تعيين كرزانايش كمدير تنفيذي لشركة إنتل قبل خمس سنوات، وقد حاول ان يقضي على الانخفاضات التي تتعرض لها الشركة اثناء محاولة وضع إنتل في المستقبل. لقد كانت هناك وعود بسماعات ونظارات ذكية مدعومة بإنتل بالإضافة إلى تلفازات وسيارات ذاتية القيادة، ولكن حوالي %85 من إيرادات إنتل لا تزال تأتي من خادمها وأعمال الحواسب. حاولت شركة إنتل إعادة وضع نفسها عدة مرات في معرض CES في السنوات الأخيرة باستخدام مفاتيح مبهمة، ولكن الجهود كانت غير مقنعة.

ومع انحراف تركيز إنتل في أسواق أخرى، تعرضت أعمالها الأساسية للهجوم، ولكنها تمتعت بفترة طويلة من الهيمنة على أجهزة الحواسب والخوادم والتنافس مع الشركات الأخرى. تقوم شركة إنتل عادةً بتزويد سرعة شرائحها لتتنافس مع الآخرين حتى تصبح معالجتها أكثر سرعة وأكثر قوة. كانت شركة إنتل قد كافحت لإنتاج شرائح بعملية 10 نانومتر تحت قيادة كرزانايش، وحققت بعدها الشركة المنافسة AMD هذا مع بنية Zen لمعالجات Ryzen وEPYC. يبدو ان شركة AMD تدخل في منافسة قوية مع شركة إنتل، حيث انها تتنافس في كل من الأداء والقيمة، وقد أعترف كرزانايش مؤخرًا ان إنتل ستفقد حصة الخادم إلى AMD هذا العام.

كانت شركة إنتل تخطط في الأصل لإطلاق معالجات ذات عملية 10 نانومتر في أواخر عام 2016، ولكنها قامت بتأجيلها إلى عام 2019 بسبب بعض المشكلات في العائدات. لقد تنبأ مؤسس الشركة جوردن مور بشكل دقيق من قبل بتضاعف عدد الترانزستورات في المعالجات كل عامين، كما تعيد إنتل أيضًا تصميم معالجاتها للحماية ضد عيوب Spectre الأمنية التي تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام. وبمجرد أن تعيد إنتل الإنتاج إلى المسار الصحيح، فإنها ستواجه منافسة شديدة.

خلال فترة عمل كرزانايش القصيرة كمدير تنفيذي، خضعت إنتل لعملية إعادة هيكلة كبيرة وتم إطلاقها في سوق الهواتف الذكية. كما ألغت الشركة معالجات Atom التي كان من المفترض أن تتنافس مع خط Snapdragon من كوالكوم، ووقعت أيضًا صفقة لإنتاج شرائح مبنية على ARM في مصانع إنتل. تركز شركة إنتل الآن على أعمال وحدة معالجة الرسومات ومستقبل الذكاء الاصطناعي.

قامت شركة إنتل مؤخرًا بتوظيف Raja Koduri الذي أعاد قيادة الرسومات في شركة أبل وAMD لبناء شرائح الرسومات التي تخطط الشركة لطرحها في عام 2020، وستكون هذه دفعة كبيرة وهامة لشركة إنتل حيث أنها تحتاج إلى التركيز على عمل وحدة معالجة الرسوميات من أجل الحواسب عالية الأداء والتصوير المرئي وحواسب الذكاء الاصطناعي. تمتلك شركة AMD خطًا كاملاً من وحدات معالجة الرسومات المخصصة للتعلم الآلي، وتستمر Nvidia في إظهار نوع الذكاء الاصطناعي الفائق الذي تستطيع أن تمكنه. تتفوق شركة Nvidia وAMD على شركة إنتل بسبب وحدات معالجة الرسومات التي تحتوي على المئات والآلاف من النوى مما يجعلها مثالية للذكاء الاصطناعي.

لقد استحوذت شركة إنتل على شركة Nervana Systems وشركة Mobileye المتخصصة في مجال السيارات بالإضافة إلى شركة Movidius التي تقوم ببناء شرائح لتشغيل الطائرات المسيّرة من شركة DJI. كما استثمرت شركة إنتل مليار دولار في الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي، وكشفت عن مجموعة جديدة من شرائح الذكاء الاصطناعي لمواجهة AMD وNvidia في العام الماضي. تم تصميم معالج الشبكة العصبي من إنتل (NNP) لتسريع وقت التدريب لنماذج التعلم الآلي، ويتمثل هدف الشرائح في تحسين سرعات التدريب على التعلم العميق بمعدل 100 مرة بحلول عام 2020. لا تزال إنتل بحاجة إلى إظهار قدرتها على التنافس مع Nvidia وAMD مع تركيزها في وحدات معالجة الرسومات ونظام الذكاء الاصطناعي.

من المفترض ان تقوم شركة إنتل الآن بتعيين رئيسًا تنفيذيًا جديدًا ليتمكن من جعل الشركة قادرة على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي وضمان عدم تأخير أعمالها مع الشرائح، فإن تأمين نمو مستقبل إنتل سيكون مهمة صعبة بعد رحيل كرزانايش.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *