تقنيات متفرقة

Build 2018: تطوير حلول الذكاء الاصطناعي للمطورين لمساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة

نحن نُؤمن، في شركة مايكروسوفت، أنَّ التطور التكنولوجي يمكن أن يكون قوة داعمة وحلًا مُطلقًا لبعض أكبر التحديات التي تواجه المجتمع. ولهذا السبب أعلنَّا في العام الماضي 2017 عن طرح تقنية الذكاء الاصطناعي ” AI”، البرنامج الشامل الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلولٍ لمشكلات المناخ، والماء، والزراعة، وقضايا التَّنوع البيولوجي التي تواجه كوكب الأرض. ونتوسَّع اليوم، في مؤتمر “Microsoft Build” في مدينة سياتل، في هذا النموذج من خلال إطلاق ميزة الذكاء الاصطناعي لتسهيل الوصول -بالنسبة للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، وهو برنامجٌ جديد استغرق تصميمه 5 سنواتٍ بتكلفة 25 مليون دولار لمنح المطورين وسائل الذكاء الاصطناعي من أجل تسريع التطور في حلول الذكاء الاصطناعي لتسهيل الوصول؛ بغرض أن يستفيد منها مليار شخص من ذوي الإعاقة حول العالم.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُشكِّل نقطةً فاصلة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة. ونحن بالفعل نشهد هذا؛ حيث يتوَّسع الأشخاص ذوي الإعاقة في اعتمادهم على استخدام أجهزة الحاسوب للسماع، والرؤية، والتحليل بدقةٍ لافتة. ونعمل في مايكروسوفت على إيجاد حلولٍ أقوى مثل التحويل الفوري من الكلام إلى نص، وخدمات التعرُّف البصري، وخاصية النصوص التنبؤية. ويُوفر تقدُّم الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الوظائف إمكانيات ضخمة من خلال تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، والسمعية، والإدراكية، والمهاراتية، والحركية، فضلًا عن الحالات التي تعاني أمراضاً عقلية، من فعل المزيد من الأمور في ثلاث أساليب مُحددة: التوظيف، والانخراط في الحياة الحديثة، والتواصل الإنساني.

وفي شتَّى أنحاء العالم، ليس بمقدور سوى شخصٌ واحد من بين كل عشرةِ أشخاص من ذوي الإعاقة الوصول إلى الأجهزة والتقنيات المُساعِدة. ومن خلال انتشار توافر حلول الذكاء الاصطناعي على نطاقٍ أوسع، نؤمن أنَّ التكنولوجيا بإمكانها إحداث تأثيرًا بالغًا لهذه الفئة المهمة من المجتمع.

يهدف برنامج الذكاء الاصطناعي لتمكين الوصول إلى القيام بهذا الأمر، وسيُدير البرنامج الفريق القائم على خاصية “إمكانية الوصل – Accessibility” تحت قيادة الرئيسة التنفيذية جيني لي-فلوري. واستنادًاً إلى ما حقَّقوه من نجاحٍ على مدار السنوات الثلاث الماضية مع المُطورين والمهندسين في مايكروسوفت، فمهمتهم المُوسَّعة هي توفير مستوى جديد من الأدوات والدعم للمطورين في مختلف أنحاء العالم.

وسيتمكَّن البرنامج من فعل هذا من خلال ثلاث طرق:

أولًا، سنُقدِّم منحًا أولية وأساسية من التكنولوجيا للمُطورين، والجامعات، والمُنظَّمات غير الحكومية، والمُبتكرين مُتَّبعي نهج AI-first –المُرتكز على فكرة الذكاء الاصطناعي-للتركيز على ابتكار حلولٍ من شأنها خلق فرص جديدة ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات في العمل، والحياة، والعلاقات البشرية.

بعدها، سيجري تحديد المشاريع التي تُظهر القدر الأكبر من الإمكانية، وتُتيح إجراء ضخ استثماراتٍ أكبر تخص التكنولوجيا، والوصول إلى خبراء الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت للمساعدة في العمل على نطاقٍ أوسع.

وأخيرًا، كوننا نُركِّز على الذكاء الاصطناعي والتصميم الشامل من خلال عروضنا، سنعمل مع شركائنا على دمج الذكاء الاصطناعي مع خدمات الحوسبة السحابية أو ” platform level services” لتمكين الآخرين من تحقيق الحد الأقصى من الاستفادة من الخاصية.

وها نحن بدأنا في رؤية التأثير الذي يُمكن أن يُحدثه الذكاء الاصطناعي في تسريع التكنولوجيا سهلة الاستخدام؛ إذ يُمكِّن برنامج “مُترجم مايكروسوف- Microsoft Translator” اليوم الأشخاص المصابون بالصمم، أو يُعانون صعوبات في السمع، من خلال استخدام ميزة الشروح النصية الفورية للمحادثات. كما يعمل تطبيق ” Helpicto”، وهو تطبيقٌ يُحوِّل الأوامر الصوتية إلى صورٍ، على تمكين الأطفال في فرنسا ممَّن يعانون من مرض التوحد من فهم المواقف بصورة أفضل، والتواصل مع الآخرين. أضف إلى هذا أنَّ ميزاتٍ كالتعرف على الوجوه ” Seeing AI”، وميزة وصف الصورة “auto alt-text” تُساعد في سرد العالم للأشخاص المكفوفين أو من يعانون من ضعف البصر.

ويُعد إيريك بريدجس، الرئيس التنفيذي للمجلس الأمريكي للمكفوفين، أحد أبرز الأمثلة المُلهمة التي ظهرت مؤخرًا؛ والذي يستخدم تطبيق Seeing AI بصورةٍ يومية. حيث شاركَ كيف يستخدم التطبيق لمساعدة طفله تايلور، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في استكمال واجباته المدرسية. يستخدم إيريك التطبيق لتصفُّح واجبات تايلور، ما يمنحه القدرة على مراجعتها. وباستخدام التطبيق، يتثنَّى لتايلور إكمال مهمته –وتشكيل روابط جديدة مع والده-والتي كانت تتطلَّب قبل عامين فقط مساعدةً من شخصٍ مُبصر. وليست هذه سوى البداية.

يمكن أن تكون الإعاقة إعاقةً دائمة، مؤقتة، أو ظرفية؛ ومن خلال ابتكار الحلول للأشخاص ذوي الإعاقات، فنحن نُقدِّم ابتكاراً من أجل الجميع. وبضمان تحقيق التكنولوجيا لما تُبشِّر به في تلبية احتياجات المُجتمع واسعة النطاق، بإمكاننا منح الجميع –وليس فقط الأشخاص ذوي الإعاقة-القدرة على تحقيق المزيد.

ليست هذه سوى البداية، ولا يسعنا الانتظار لرؤية ما يُمكنك إنجازه باستخدام خاصية إمكانية الوصول المُدمجة بالذكاء الاصطناعي ” AI for Accessibility”.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *